ملفات خاصة

 
 
 

"الرحيل يوماً" يفتتح "كانّ الـ78":

تجربة روائية أولى ذات عناصر متوازنة

كان/ محمد هاشم عبد السلام

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

في أول روائي طويل لها، "الرحيل يوماً" (Partir un jour)، نجحت الفرنسية أميلي بونّان، في جمع الدراما بالرومانسية الغنائية، وتقديم نفسها بعمل مقنع، يُعتَبر تجربة مبشرة في سيرتها الفنية، التي بدأت بأفلامٍ قصيرة، ونيل جائزة "سيزار" (2023) عن فيلمها القصير الحامل العنوان نفسه لفيلمها الروائي الطويل هذا.

الفيلم، الذي افتتح الدورة الـ78 (13 ـ 24 مايو/أيار 2025) لمهرجان "كانّ" (خارج المسابقة الرئيسية)، بطولة جماعية من ممثلين وممثلات جدد في السينما الفرنسية، استطاعت بونّان (1985) عبرهم، وبإقناع شديد، تقديم الأحداث. فالاختيار أولاً، ثم مهارتها في إدارتهم، من أبرز اللافت للانتباه في فيلم متوازن وحيوي، يبتعد قليلاً عن السينما الفرنسية التجارية، وعن الحوارات الطويلة المملّة، المعهودة فيها عامة.

في "الرحيل يوماً"، ذي القصة الرومانسية العصرية وغير الجديدة كلّياً، باستثناء طريقة التناول ومعالجة المواقف وتطوّر الشخصيات وتقلّبات مشاعرها، تطرح بونّان قضايا مرتبطة بالعلاقات الإنسانية المعقّدة، في إطار العائلة، أو العلاقات الخاصة بين مرتبطين، وصداقات قديمة، وطبيعة الارتباط والانفصال والعودة. كذلك الاختيارات الحياتية وتبعاتها، وذكريات المراهقة، والحنين إلى الماضي، وتجدّد المشاعر، ودور المصادفة في الحياة، وآليات التعامل مع المستجدات الناجمة عن هذا، وكيف يؤدّي الأمر برمته إلى اكتشاف الذات، واتّخاذ قرارت حاسمة.

سيسيل بِغان (جولييت أرماني) طاهية باريسية، تستعدّ لتحقيق حلمها بافتتاح مطعمها الخاص الفاخر. لكنْ، قبل أسبوعين على موعد الافتتاح، تُربك ظروف طارئة حساباتها كلّها، إذْ تعلم بحملها غير المتوقّع، وغير المرغوب فيه. تخفي الأمر عن حبيبها سُفيان غاربي (توفيق جلّاب) تجنّباً لأي صدام. كما يتعرّض والدها جيرار (فرنسوا رولّان) لنوبة قلبية ثالثة، كادت تودي بحياته، فتضطرّ، بضغط وتشجيع من سفيان، إلى العودة سريعاً إلى مسقط رأسها في الريف الفرنسي، لرؤية والديها جيرار وفانفان (دومينيك بلان).

ذريعة العودة تُحرّك الأحداث بعيداً عن النطاق المعتاد لرصد الحياة اليومية في المدن الفرنسية. فمعظم أحداث/مشاهد "الرحيل يوماً" تحصل في الريف الفرنسي، ما أفسح المجال أمام تصوير (ديفيد كاييه) أماكن عدّة في مناطق غير مألوفة كثيراً، وغير مُستهلكة. كما أن ارتباط سيسيل بمهنة الطهي، وهي بارعة ومشهورة، علماً أنّها ابنة عائلة تمتهن الطهي، وتمتلك مطعماً يديره والداها في بلدتها، كان (الارتباط) حجة مناسبة لسرد أحداث ذات خلفية مشوّقة، وغير باعثة على الملل، فالحضور مستمرّ في المطعم ومطبخه، أثناء تحضير الوجبات، والتفنّن في تجهيزها.

كما أنّ زيارتها والديها، والبقاء معهما فترة للمساعدة في شؤون المطعم، سببان للقاء أصدقاء المُراهقة والمدرسة، ولإتاحة فرصة لها لنسيان المشكلات والضغوط، وتمضية لحظات صادقة تخلو من الهموم، في صحبتهم. هذا يُقرّب أكثر من شخصيتها، ويُبرز خلفيتها ومشاعرها. أحد أصدقائها يُدعى باستيان (رافائيل تينريرو)، حبيبها القديم، الذي تركها ذات يوم من دون سبب واضح. تدريجياً، يبدأ التقرّب منها. وبدافع الحنين، تجد نفسها تستعيد لحظات ماضية، وتتجدّد المشاعر القديمة. تتقرّب منه هي أيضاً، ويبادلها الشيء نفسه، رغم حبّها وإخلاصها لحبيبها، ورغم التزام باستيان الصادق تجاه زوجته وابنه. علاقة نجحت بونّان، بفضل سيناريو وحوارات مكتوبة باحترافية (بونّان وديمتري لوكاس)، بتجنّب الانزلاق إلى التكرار المعهود، والتوقع المسبق للأحداث في هذا النوع من الأفلام الرومانسية.

أحد أوجه التميّز أيضاً، الذي أنقذ "الرحيل يوماً" من التكرار، التوظيف الموفّق للأغاني والموسيقى كلّ مدّته (94 دقيقة)، إذْ كانت الأغاني بخدمة الدراما وسياق الأحداث والمواقف، وليست مُقحمة لذاتها، أو مفروضة بغرض الاستعراض، أو بدافع الرغبة في إنجاز فيلمٍ غنائي موسيقي. يُلاحَظ مثلاً أنّ أغلب الأغنيات لا تتجاوز مدّة كلّ منها دقيقة أو دقيقتان، مع كلمات تتميّز بالبساطة الشديدة، كأنّها جُملٌ حوارية ملحّنة. ورغم أنّ الفقرات الغنائية تضمّنت أحياناً رقصات، كانت بسيطة للغاية، وليست لوحات راقصة واستعراضية. لذا، كان لها طابع خاص ومميز، ابتعد بها عن الممل، ولم تكن زائدة عن الحاجة، أو معهودة.

"الرحيل يوماً" ليس تجربة استثنائية أو فريدة، موضوعاً وحبكة ومعالجة وخيوطاً سردية ورسم شخصيات. لكنْ، ما أوجدته أميلي بونّان من توازن بين عناصره، أهمها الجرعة الغنائية والطرح الرومانسي وإبراز المشاعر والعواطف والتحكم فيها، والأداء المتناغم والمقنع، خاصة جولييت أرماني، أنقذه من أفخاخ كثيرة كان يُمكنها إفساد كلّ شيء.

 

العربي الجديد اللندنية في

16.05.2025

 
 
 
 
 

كان 78: فيلمان من تونس وألمانيا

يعيدان الاعتبار للصوت النسائي في الحكاية السينمائية

 أحمد العياد

إيلاف من كانبصوت نسائي خالص، افتتح مهرجان كان السينمائي الدولي دورته الثامنة والسبعين، في انحياز واضح للفن الذي يُصاغ من داخل التجربة لا من خارجها، حيث جاءت لحظة الافتتاح مزدوجة الروح، متجذّرة في الجغرافيا والتاريخ، عبر فيلمين من توقيع مخرجتين التونسية أريج السحيري والألمانية ماشا شيلينسكي.

الأولى قدّمت فيلم "سماء بلا أرض" الذي افتتح قسم "نظرة ما"، والثانية دخلت المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلمها الجديد "صوت السقوط"، لتبدو بداية المهرجان وكأنها إعلان صريح بأن الصوت الأنثوي لم يعد ضيفًا على السينما، بل بات جزءًا أصيلًا من بنيتها وشهادتها على العالم.

في عرض عالمي أول، افتتحت أريج السحيري فيلمها الروائي الثاني "سماء بلا أرض"، وهو عمل تشترك في كتابته مع آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، ويشكّل امتدادًا لانشغالها بالهشاشة الاجتماعية من منظور حميمي وإنساني، الفيلم يتتبّع ثلاث نساء إيفواريات يعشن في تونس، كل واحدة منهن تحمل جرحها وخيط أملها الخاص: ماري، القسيسة والصحفية السابقة التي تحوّل بيتها إلى مأوى مؤقت؛ ناني، الأم الشابة التي تحلم بمستقبل أكثر استقرارًا؛ وجولي، الطالبة الطموحة التي تحمل ثقل تطلعات عائلتها. يختبر الفيلم علاقتهن ببعضهن في مساحة ضيّقة، سرعان ما تصبح عرضة للانفجار حين تصل طفلة يتيمة تهز توازن ذلك التماسك المؤقت، وتكشف عن قلق دفين، ومشاعر تتأرجح بين الاحتواء والانهيار.

بعيدًا عن الميلودراما، يتعامل الفيلم مع موضوع الهجرة لا كأزمة سياسية فقط، بل كحالة إنسانية تتقاطع فيها الرغبة في البقاء مع ألم الانتماء المكسور. يستوحي الفيلم بعض أحداثه من واقع صادم عاشته تونس في فبراير الماضي، حين تعرّض المهاجرون من دول جنوب الصحراء لموجة من العنف، نتيجة خطاب سياسي ملتهب غذّى مشاعر الكراهية وأفضى إلى اعتقالات عشوائية وعمليات طرد جماعي. من قلب هذا الجرح، تبني السحيري سرديتها لا على الاتهام أو الشكوى، بل على هشاشة التضامن نفسه، وعلى أسئلة صعبة لا إجابات جاهزة لها: هل يكفي الحب؟ وهل يشفع التعاطف في عالم لا يرحم؟

تُقدّم ديبورا ناني في أولى تجاربها السينمائية أداءً حيويًا يتنقل بين الحنان والانكسار، إلى جانب الممثلتين آيسا مايغا وليتيسيا كي، فيما يظهر الممثل التونسي محمد جرايا في دور يعكس التفاعل المحلي مع واقع المهاجرين.

وعلى مسافة موازية من الألم والبحث، تبرز تجربة ماشا شيلينسكي في فيلمها الثاني "صوت السقوط"، الذي كان يحمل في مراحله الأولى عنوانًا شاعريًا طويلًا: "الطبيب يقول: سأكون بخير ولكنني أشعر بالزرقة"، قبل أن يستقر على اسمه النهائي. بعد فيلمها الأول "الفتاة الزرقاء الداكنة"، تعود شيلينسكي برؤية أكثر نضجًا وجموحًا، وهذه المرة إلى قلب المسابقة الرسمية لمهرجان كان، في صعود أول لها على سلالم السعفة الذهبية.

يرصد "صوت السقوط" مصائر أربع نساء ألمانيات عبر أربعة عقود، في سرد زمني غير خطي، مائع، تتلاشى فيه الحدود بين الماضي والحاضر، بين الحلم والواقع، وكأن الزمن ذاته يتحول إلى شخصية رئيسية في الفيلم. تقوم ببطولة العمل كل من ليا دريندا، ولويز هاير، وسوزان فويست، ولينا أورزيندوفسكي، ويقمن بأدوار نساء تتنقّل حياتهن بين الظهور والاختفاء، بين جسد حاضر ووعي غائب، أو ربما العكس. تبدأ الحكاية مع "ألما" التي تقلد جثة جدتها، وتمر بـ"إريكا" التي تخوض تجربة الإعاقة بدافع غير واضح، وتصل إلى "أنجيليكا" التي تتخيل زوالها تحت آلة زراعية، في لحظات تجريبية تحمل قدرًا عاليًا من الجرأة والتأمل.

الفيلم لا يقدّم السرد، بل يعيد تفكيكه، ويخلق مساحات شعرية معتمدة على الصورة والصوت والفراغ. وتُسهم كاميرا فابيان جامبر في ترسيخ هذه الرؤية، حيث لا تراقب الشخصيات بل تتوغل معها، تزحف عبر الزوايا، تستنشق غبار الزمن، وتنسج صورة تكاد تكون حلمًا طويلًا مفعمًا بالشجن. "صوت السقوط" عمل يتطلب من مشاهده صبرًا واستعدادًا للانخراط في تجربة سينمائية لا تُقدَّم له، بل يُدعى للانغماس فيها.

بهذا المزاج الفني العميق، افتتح مهرجان كان السينمائي عامه الجديد: من تونس التي تُروى من خلالها حكايات أفريقيا الهاربة، إلى ألمانيا التي تُستعاد ذاكرتها من خلال أجساد نسائية معلّقة بين طبقات الزمن. مخرجاتان، فيلمان، رؤيتان، وتجربة افتتاحية تُذكّرنا بأن السينما حين تكون صادقة لا تحتاج إلى ضجيج، بل إلى كاميرا ترى، وعين تبكي، وصوت يسقط في القلب ولا يزول.

 

####

 

العراق يعود إلى كان عبر بوابة التاريخ:

"سعيد أفندي" يُعرض بنسخته المُرمّمة بعد 68 عامًا

شيماء صافي

إيلاف من كان: ضمن فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، شهد قسم "كان كلاسيكس" اليوم العرض الأول عالميًا للنسخة المُرمّمة من الفيلم العراقي الكلاسيكي "سعيد أفندي" (1957) للمخرج كاميران حسني، في لحظة رمزية تمثّل عودة طال انتظارها للسينما العراقية إلى واحدة من أرفع التظاهرات السينمائية في العالم.

الفيلم، الذي يُعد من روّاد الواقعية الاجتماعية في تاريخ السينما العراقية، استند إلى قصة "الشجار" للكاتب إدموند صبري، ويروي حكاية "المعلم سعيد" الذي يُجبر على إخلاء منزله في بغداد، لينتقل مع أسرته إلى حي شعبي حيث يواجه تحديات اجتماعية حادة وصراعًا خفيًا بين القيم والتأقلم مع محيطه الجديد. بواقعيته الصادمة ولمسته الإنسانية، اعتُبر العمل لحظة مفصلية في تشكّل ملامح السينما الوطنية العراقية، بعيدًا عن النزعة التجارية التي طغت على إنتاجات الأربعينيات.

ويأتي العرض بعد ترميم شامل للفيلم بتقنية 4K، من قِبل المعهد الوطني السمعي البصري الفرنسي (INA)، اعتمادًا على النسخة السلبية الأصلية 35 مم وطبقة الصوت البصرية، وذلك ضمن مشروع "سينماتك العراق" الذي تأسس عام 2024 بدعم من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية ومؤسسة Expertise France. وقد اكتمل الترميم في مطلع 2025.

ويحمل هذا العرض بُعدًا يتجاوز مجرد الاحتفاء بفيلم كلاسيكي؛ إذ يُعدّ لحظة استعادة لهوية بصرية ضاعت وسط الحروب والعزلة. فبعد عقود من التوقف القسري منذ التسعينيات بسبب الحروب والعقوبات، تعود السينما العراقية اليوم إلى الساحة العالمية، لا لتتنافس فقط، بل لتُعيد سرد قصصها بعيون الماضي ونبض الحاضر.

شارك في بطولة "سعيد أفندي" نخبة من نجوم الزمن الجميل في العراق، من بينهم يوسف العاني، جعفر السعدي، زينب حسني، عبد الواحد طه ويعقوب الأمين، ولاقى العمل حينها ترحيبًا نقديًا وجماهيريًا واسعًا، كما مثّل العراق في عدد من المحافل، منها مهرجان موسكو السينمائي الدولي عام 1959.

 

موقع "إيلاف" السعودي في

16.05.2025

 
 
 
 
 

بفيلم The Chronology of Water

كريستين ستيوارت تُطلق أولى تجاربها الإخراجية في كان

البلاد/ طارق البحار

تتجه الأنظار اليوم الجمعة 16 مايو 2025، إلى العرض العالمي الأول لفيلم "تسلسل الماء" (The Chronology of Water) في قسم "نظرة ما" (Un Certain Regard) ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي.

يمثل هذا الفيلم أول تجربة إخراجية للممثلة الأميركية كريستين ستيوارت، المستوحاة من مذكرات الكاتبة ليديا يوكنافيتش الصادرة عام 2011، والتي تناولت فيها تجاربها الشخصية مع الصدمات النفسية، والإدمان، والهوية، والتحول الذاتي من خلال الكتابة.

الفيلم من بطولة إيموجين بوتس في دور ليديا، ويشاركها البطولة كل من ثورا بيرش، جيم بيلوشي، وتوم ستوريدج، بالإضافة إلى أيقونة الروك إندي كيم جوردون. تم تصوير الفيلم خلال ستة أسابيع في لاتفيا ومالطا باستخدام كاميرات 16 ملم، مما أضفى عليه طابعًا بصريًا خامًا ومؤثرًا.

في مقابلة مع مجلة "فانيتي فير"، أعربت ستيوارت عن ارتباطها العميق بالمادة الأصلية، ووصفت المذكرات بأنها "نص مقدس". وأشارت إلى التحديات التي واجهتها في تمويل الفيلم بسبب طبيعته الصريحة وتركيزه على تجارب النساء، لكنها ظلت ملتزمة بتحقيق رؤيتها الفنية.

اليوم، ستشارك ستيوارت وكيم جوردون في حوار جماهيري تديره مجلة "فارايتي" في "هايد بيتش" من كامباري، حيث ستتحدثان عن تجربتهما في العمل على الفيلم، وستناقشان العملية الإبداعية وأهمية دعم صانعي الأفلام الممثلين تمثيلاً ناقصًا بالتمويل المناسب.

يُعد The Chronology of Water واحدًا من أبرز الأفلام المنتظرة في مهرجان كان هذا العام، ويعكس انتقال ستيوارت من التمثيل إلى الإخراج، مما يبرز تطورها الفني ورغبتها في استكشاف موضوعات معقدة وشخصية.

 

####

 

بدعم من مهرجان البحر الأحمر

"المرأة في السينما".. تكريم سبع نساء ملهمات في مهرجان كان

البلاد/ طارق البحار

على هامش الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي، نظّمت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي فعالية "المرأة في السينما"، احتفاءً بالمساهمات النسائية في صناعة السينما. سلّطت الفعالية الضوء على سبع نساء بارزات أعَدْنَ تعريف ما يمكن تحقيقه للأجيال النسائية القادمة، ورَسَمْنَ آفاقًا واعدة لإلهام المواهب النسائية حول العالم.

شملت قائمة المكرّمات:

- الكاتبة والممثلة والفنانة السعودية سارة طيبة.

- المخرجة رونجانو نيوني.

- الممثلة المعروفة بتأثيرها الثقافي المتنوع جاكلين فرنانديز.

- المخرجة البارزة جايا جيجي.

- الممثلة التايلاندية الصاعدة إنجفا واراها.

- الممثلة السعودية البارزة في السينما والتلفزيون إلهام علي.

- الممثلة المصرية التي أعادت تعريف صورة البطلة على الشاشة أمينة خليل.

حضر الفعالية عدد من النجوم والشخصيات البارزة، منهم:

- فيصل بالطيور.

- الممثلة يسرا.

- شيفاني بانديا.

- هناء العمير.

- أنطوان خليفة.

- عماد إسكندر.

- إيزا غونزاليس.

- مارييل هيلر.

- هيلين هوهن.

- فيونوالا هاليغان.

- ريان عاشور.

- ريا أبي راشد.

- جانيت يانغ.

- رزان جمال.

- شانينا شايك.

- هاني كعدور.

أقيمت الفعالية في فندق Hotel du Cap-Eden-Roc في كاب دانتيب، وشهدت حضورًا لافتًا من نجوم عالميين مثل جيسيكا ألبا، جولييت بينوش، فاطمة البناوي، محمد التركي، غوريندر تشادها، ظافر العابدين، سوسن يوسف، مراد مصطفى، أليساندرا أمبروسيو، والممثلة التايلاندية إنجفا واراها.

تأتي هذه الفعالية ضمن جهود مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي لدعم وتمكين النساء في صناعة السينما، وتسليط الضوء على إنجازاتهن وإلهام الأجيال القادمة من المبدعات في العالم العربي وخارجه.

 

####

 

خلال الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي

بالصور: البحر الأحمر السينمائي يحتفي بدور المرأة في السينما

البلاد/ مسافات

نظّمت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي حفل "المرأة في السينما"، احتفاءً بإنجازات المواهب النسائية الصاعدة أمام الكاميرا وخلفها، واللاتي يُساهمن في رسم ملامح صناعة السينما في المملكة العربية السعودية والعالم العربي وقارتي إفريقيا وآسيا.

وخلال الحفل الذي أُقيم بالتوازي مع فعاليات الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي في فندق "دو كاب-إيدن روك" الشهير في كاب دانتيب، سلّطت المؤسسة الضوء على الرحلات الملهمة لسبع نساء لهن بصمات واضحة في صناعة السينما.

وشملت قائمة المكرّمات هذا العام، كلاً من:

إلهام علي، الممثلة السعودية التي تُعد من أبرز الأسماء في الدراما والسينما الخليجية والسعودية. وكانت قد بدأت مسيرتها في المسرح، قبل أن تنتقل بنجاح إلى الشاشة، وتميّزت في الأدوار الدرامية والكوميدية على حد سواء في عدد من الأعمال، مثل فيلم تشيللو (2023)، وفيلم السجين (2023)، وبلال السادس (2021). كما أنها كاتبة موهوبة، وعضو في لجان تحكيم عدد من المهرجانات السينمائية من بينها "إيمي"، ومهرجان السعودية السينمائي، ومهرجان البحرين السينمائي.

جاكلين فرنانديز ممثلة من جنوب آسيا. وبعد تتويجها بلقب ملكة جمال سريلانكا، انتقلت جاكلين إلى عالم بوليوود لتصبح جزءًا أساسيا من صناعة السينما الهندية لمدة 15 عامًا. اكتسبت شهرة واسعة بفضل أدائها في أفلام مثل "جريمة قتل 2" Murder 2 (2011)، و "هاوسفول 2" Housefull 2 (2012)، وواصلت نجاحاتها في أفلام تجارية كبيرة مثل "ريس 2" Race 2 (2013) و "كيك" Kick (2014). في عام 2022، لعبت جاكلين دور البطولة في الفيلم الأنثولوجي الدولي "تيل إيت لايك أ وومان" Tell it like a woman ، حيث جسدت شخصية ديفيا. ورُشحت أغنية الفيلم "Applause" لجائزة أفضل أغنية أصلية في حفل توزيع جوائز الأوسكار الخامس والتسعين. كما لعبت جاكلين دور البطولة في فيلمها الدولي الأول "كيل إم أول 2" Kill ‘Em All 2، وهو الفيلم الثاني في سلسلة أفلام يشارك فيه جان كلود فان دام. بالإضافة إلى عملها في السينما، تُعد جاكلين سفيرة عالمية للصحة وحقوق الحيوان.

غايا جيجي، مخرجة سورية من دمشق أخرجت ثلاثة أفلام قصيرة، وهي: البيت المسكون (2003) ضمن ورشة بجامعة "باريس 8"، و "الأب... أيضاً" (2009)، الذي أنتجته مؤسسة "دمشق عاصمة الثقافة العربية"، ونال تنويهاً خاصاً من لجنة التحكيم في مهرجان "فيفاك" في تونس، وفيلم "صباح، ظهر، مساء.. وصباح" (2011) الحائز على جائزة أفضل فيلم قصير من "سينيماغ"، والمُشارك في العديد من المهرجانات العالمية. أما فيلمها الروائي الطويل الأول الذي حمل اسم "قماشتي المفضلة"، الذي اُخْتِير ضمن قسم "نظرة ما" في مهرجان كان 2018، وفازت بجائزة "المرأة في الحركة للمواهب الشابة" في مهرجان كان 2016.

أمينة خليل، واحدة من أبرز الممثلات في العالم العربي، تحظى بإعجاب واسع بفضل جرأتها في اختيار أدوارها، وعمق إحساسها بالشخصيات التي تجسدها، والتزامها بتقديم قصص حقيقية تلامس قلوب المشاهدين. على مدى أكثر من 15 عامًا، تألقت في عدد من الأفلام مثل "جراند أوتيل"، و"ليالي أوجيني"، و"ليه لأ"، و"حظر تجول"، و"في وشوش"، و"أنف وثلاث عيون"، و"شماريخ". وقد شهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في عام 2024 العرض الأول لفيلميها الأخيرين، مما رسخ مكانتها كفنانة قادرة على تقديم أداء استثنائي يترك بصمة لا تُنسى.

رونغانو نيوني، مخرجة وسيناريست وممثلة من زامبيا وويلز. لفتت الأنظار من خلال أفلامها القصيرة الأولى، مثل "ذا ليست" THE LIST (2009)، الحائز على جائزة "بافتا"، و "موانسا العظيم" MWANSA THE GREAT (2011) المرشح لجائزة "بافتا"، فضلاً عن اختياره في أكثر من 100 مهرجان سينمائي دولي. وأخرجت فيلمين طويلين، وهما "أنا لستُ ساحرة" I AM NOT A WITCH (2017) و  ON BECOMING A GUINEA FOWL (2024)، حيث نالا العديد من الجوائز، أبرزها جائزة بافتا لأفضل ظهور أول، وجائزة "نظرة ما لأفضل مخرج" في مهرجان كان، بالإضافة إلى جائزة أفضل مخرج في جوائز الأفلام المستقلة البريطانية..

سارة طيبة، فنانة متعددة التخصصات ومخرجة سينمائية من مدينة جدة السعودية، كما أنها كاتبة ومبتكرة، وبطلة المسلسل الشهير "جميل جداً" الذي ينتمي لفئة "الكوميديا السوداء". وأنهت مؤخراً تصوير فيلمها الروائي الأول "مسألة حياة أو موت" الذي قامت ببطولته وكتابة نصّه. وتحمل سارة درجة الماجستير في الفنون الجميلة من أكاديمية الفنون في سان فرانسيسكو، وتتنقّل في أعمالها بين السينما والأداء والرسم، حيث إنها تبرع في تحويل حواراتها الداخلية إلى سرديات بصرية قوية، مركّزةً على الصورة التمثيلية للمرأة السعودية بأسلوب جريء وأصيل.

إنغفا واراها، ممثلة تايلاندية، تألّقت في العام 2023 من خلال دورها الرئيسي في المسلسل التلفزيوني الناجح "أرني الحب" Show Me Love الذي شكّل نقطة انطلاقتها الكبرى. وفي فترة لاحقة، لعبت دور "كولاب" في فيلم "زهور بانكوك" Bangkok Blossom (2024)، وقدمت أداءً لافتاً بشخصية "هوم جونغيوي" في "جنة الأشواك" Paradise of Thorns  الذي حقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر، وفازت بفضله بجائزة أفضل ممثلة للعام 2025 في جوائز شباك التذاكر التايلاندية، إضافة إلى المركز الثاني كأفضل ممثلة في جوائز المخرجين السينمائيين التايلانديين. ومن أبرز أدوارها الأخرى شخصية "تول تشانوي مول" في فيلم "بيتشريكور" Petrichor (2024)، إلى جانب مشاركتها في Club Friday Season 16: Hot Love Issue و "حب بلا حدود" Unlimited Love، ومن المقرر أن تقوم بدور البطولة في فيلم "ليدي بي" Lady Bee، وهو فيلمها القادم المقتبس من الرواية الأدبية التايلاندية الكلاسيكية "قصة جان دارا" The Story of Jan Dara.

وإلى جانب هذه الشخصيات النسائية اللواتي حظين بالتكريم، رحّبت جمانا الراشد؛ رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، وفيصل بالطيور؛ الرئيس التنفيذي للمؤسسة، شيفاني بانديا مالهوترا، المديرة العامة للمؤسسة، بكوكبة من نجوم السينما والتلفزيون وعالم الموضة من حول العالم، بمن فيهم جيسيكا ألبا، يسرا، كاترين دونوف، دانيال كالويا، فاطمة البنوي، هيفاء المنصور، مارييل هيلر، رزان جمّال، ميلاني لوران، ظافر العابدين، جولييت بينوش، إيزا غونزاليس، غوريندر تشادها، إيموجين بوتس، وهناء العمير.

وقالت جمانا الراشد: "يعد دعم المرأة في جميع مجالات صناعة السينما من الركائز الرئيسية التي تقوم عليها مؤسستنا. ونؤكد التزامنا عبر صندوق البحر الأحمر ومعامل البحر الأحمر والمهرجان؛ بإبراز المواهب النسائية الصاعدة والمخضرمة على الساحة العالمية. ومنذ العام 2019، قدمنا الدعم لأكثر من 230 مخرجة وصانعة أفلام عبر برامج المؤسسة المختلفة. ويُعد حفل الليلة مناسبة مثالية للاحتفاء بإبداع جميع النساء في مجال السينما، فيما نواصل تمكين جيل جديد من المبدعات وساردات القصص".

من جهتها، أضافت شيفاني باندايا-مالهوترا: "تُجسّد النساء المكرّمات هذا العام تنوّع المواهب المذهلة الموجودة في المملكة العربية السعودية والعالم العربي وإفريقيا وآسيا، وهو ما يؤكّد أهمية تسليط الضوء على المواهب الموجودة في هذه المناطق. وفي هذه المناسبة، نفخر بتقديمهن كنماذج مُلهمة للنساء أمام الكاميرا وخلفها، ونعمل على بناء جسور التواصل بين هذه الصناعات السينمائية الحيوية".

يُذكر أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي يحتفل هذا العام بدورته الخامسة، قد عرض أكثر من 520 فيلماً من 85 دولة، وخصص مساحة خاصة لأكثر من 130 فيلماً سعودياً، ما يعكس دوره المحوري في دعم الأصوات المحلية، وتعزيز التبادل الثقافي العالمي. ومن المقرر أن تنطلق الدورة القادمة في الفترة من 4 إلى 13 ديسمبر 2025 في حي البلد التاريخي بجدة.

مؤسسة البحر الأحمر السينمائي هي جهة مستقلة غير ربحية تم تأسيسها لتحويل المملكة العربية السعودية والعالم العربي إلى مركز عالمي لصناعة الأفلام، وتأتي تحت مظلتها عدة أقسام شاملة لجميع جوانب الصناعة السينمائية تساهم معًا في تشكيل هيكلها وبناء كيانها، وهي: سوق البحر الأحمر، وصندوق البحر الأحمر، ومعامل البحر الأحمر، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

تُعتبر المؤسسة منصة رئيسية لصُنّاع الأفلام الواعدين في الصناعة، حيث تُمكنهم من ترك بصمتهم في المشهد السينمائي العالمي مع الحفاظ على تراث السينما العربية الكلاسيكية.

تلعب مؤسسة البحر الأحمر السينمائي دوراً محورياً في رعاية الجيل الجديد من صُنّاع الأفلام، كما أنها تعمل على بناء صناعة أفلام مستدامة في المملكة العربية السعودية وإفريقيا وآسيا.

 

البلاد البحرينية في

16.05.2025

 
 
 
 
 

«صوت السقوط»… بهيّ بأجوائه الجنائزية

شفيق طبارة

ألما (هانّا هيكت)، طفلة براغماتية عاشت في بداية القرن الماضي. أنجليكا (لينا أورزندوسكي)، مراهقة معذّبة من السبعينيات. مراهقة أخرى تُدعى لينكا (لييني جيسلر)، تعيش في الوقت الحاضر، هم الشخصيات الرئيسية، بالإضافة إلى شخصيات نسائية أخرى في «صوت السقوط» (Sound of Falling)، الفيلم الثاني للمخرجة الألمانية ماشا شيلينسكي، المشارك في المسابقة الرسمية في مهرجان كان. يدور الفيلم في ثلاث فترات تاريخية: العقد الأول من القرن العشرين، أثناء الحرب العالمية الأولى؛ لحظة بين سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي؛ اليوم الحاضر. وإن لم يكن هناك زمان محدد بالمعنى الدقيق للكلمة في الفيلم، فهناك مكان محدد وواحد، أي قصر ريفي. في الفترة التاريخية الأولى، تكون تلك المنطقة إمّا بروسيا أو حدودها؛ وفي الثانية تقع على الحدود بين ألمانيا المنقسمة؛ وفي الثالثة تكون منطقة بلد «جديد»، البلد الذي عرفناه منذ سقوط جدار برلين. كلّ شيء غير مستقر في هذا التفتت، في هذا التاريخ من العواطف النسائية، حيث تتداخل أجسادهن وتتحلل مع بعضها البعض، وتنتقل الصدمات النفسية من جيل إلى آخر. جميع هذه النساء نشيطات فكرياً، يشعرن بكلّ شيء أو يعرفن الكثير. هنّ غير آمنات، على وشك الانهيار والسقوط في أيّ لحظة، يحملن معهن كلّ الخلود، مع علاقة دائمة مع الغموض والموت، ويتجهن نحو العدم.

«صوت السقوط»، فيلمٌ جامحٌ طموح، يحتضن أجيالاً متعددة، ومصائر متعددة. أبدعت شيلينسكي وقدّمت فيلماً مبهراً عن مصير النساء الألمانيات الخاضعات للنظام الأبوي وتقلبات تاريخ القرن العشرين بكامله. ووحّدته أولاً من خلال الشكل، ثم من خلال أصوات حميمية لإظهار الرغبة والاشمئزاز ودافع الموت. يستكشف الفيلم ندوب التاريخ، والعنف الجنسي ضد المرأة، وقسوة الأطفال، والعلاقات الطبقية. يقترح الفيلم (لحسن الحظ) اتجاهات تنأى بنفسها عن خطيّة الحبكة التي تُصوَّر على أنها مجموعة من الإجراءات المترتبة، وتوفّر للمشاهد اتجاهاً صعباً، يهدف إلى التركيز على ما لا يُقال. من السهل جداً القول إن الفيلم يتناول المرأة، وهو موضوع لا يتجنبه بالتأكيد، ولكنه لا يختزله فيه.

«صوت السقوط»، عملٌ رائعٌ وساحرٌ ومؤلم، بعيدٌ كلّ البعد عن الممارسة السينمائية من حيث أساليب السرد والإخراج. قدرة شيلينسكي مبهرة في إتقان مزج الألوان، وتشويه اللقطة، والتلاعب بالصوت والعناصر الأسلوبية لسينما الرعب والغموض. قدّمت شيلينسكي سينما جريئة وصعبة، ساعتين ونصف لا تخلو من لحظات من الجمود، إلى جانب العديد من الانفجارات العاطفية. «صوت السقوط»، غامض، مُبهم، حسّي، وروحاني؛ بل وآسرٌ. في بعض المقاطع يتحرك كلّ شيء بطريقة تجمع بين الأدبي والسينمائي. فيلمٌ جميلٌ ومنحرفٌ درامياً، يبدو وكأنه يُروى من خلال أشباحٍ تحوم فوق المكان وتتجسّس عليه من خلال ثقوب المفاتيح. فيه الكثير من لحظات الصراحة والحنان، لكنه غارقٌ، بشكلٍ بهيّ، في أجواء جنائزية محزنة ومميتة.

 

####

 

سيرجي لوزنيتسا: «Two Prosecutors»

رسالة تحذير من خطر الطغاة

هيثم مفيد

حذّر المخرج والكاتب الأوكراني سيرجي لوزنيتسا من خطر الطغاة والفشل في اكتشافهم بعد فوات الأوان، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرض فيلمه الروائي «Two Prosecutors»، والذي ينافس على جائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي في نسخته الثامنة والسبعين.

تحدث أحد أبرز صناع الأفلام في أوكرانيا عن ما وصفه بـ«الكابوس» المتمثل في تحالف ناشئ بين الزعماء الاستبداديين في روسيا والولايات المتحدة، قائلاً: «لقد فاجأت الأحداث التي وقعت خلال المئة يوم الماضية الكثيرين حول العالم. لا يمكن للمرء حتى أن يتخيل، في كابوسٍ كهذا، اتحادًا وتفاهمًا كهذا بين زعيمين استبداديين».

يعتمد فيلم «Two Prosecutors» على رواية قصيرة تحمل الاسم نفسه للكاتب العالمي جورجي ديميدوف، والتي كتبها خلال إقامته التي استمرت 14 عامًا في عدد من معسكرات العمل السوفييتية الروسية. ولم تُسلّم لأقاربه إلا من خلال جهاز المخابرات السوفيتي في تسعينيات القرن العشرين.

تدور أحداث هذا الفيلم المأساوي الكوميدي في زمن إرهاب ستالين الأعظم، ويروي قصة المدعي العام الشاب المثالي ألكسندر كورنييف، الذي يتلقى رسالة مجهولة المصدر مكتوبة بالدم، تتحدث عن التعذيب الوحشي الذي تعرّض له أحد الأشخاص على أيدي الشرطة السرية. غير آبه بمقاومة مديري السجن، يسعى كورنييف إلى التحقيق في الأمر وتنبيه السلطات العليا إلى إساءة استخدام السلطة، غافلًا على ما يبدو عن الخطر الذي يُعرّض نفسه له بفعله هذا.

وأشار لوزنيتسا خلال المؤتمر إلى أن روسيا تحت قيادة فلاديمير بوتين «تتجه صوب الستالينية؛ فهي دولة تنتهك القانون الدولي، ودولة تشن حروبًا مع جيرانها». مضيفًا أن الولايات المتحدة كانت تُعتبر في السابق نصيرة لحقوق الإنسان التي يؤمن بها كورنييف، ويصفها بأنها «حصنٌ منيعٌ للديمقراطية، لا تُعلن سيادة القانون وحقوق الإنسان فحسب، بل أيضًا دولة تُناضل من أجلها». إلا أنه أعرب عن خشيته من أن «يُصبح البلدان متساويين» في الوقت الراهن.

لوزنيتسا، الذي يشارك بانتظام في مهرجان كان، وفاز فيلمه «Donbass» عام 2018 بجائزة أفضل مخرج في قسم «نظرة ما»، لا يعتقد أنه ينبغي علينا التركيز فقط على ما يفعله القادة والقرارات التي يتخذونها، لأن الأمر لا يقتصر على القادة فحسب، بل يشملنا نحن أيضًا. وأضاف: «من الضروري ألا نستسلم، وأن نفكر في الأمر دائمًا، وأن نسأل أنفسنا عمّا يجب فعله في ظل الظروف التي نمر بها».

واختتم لوزنيتسا حديثه عن فيلمه الجديد منتقدًا الحقبة الستالينية، قائلاً: «هناك أناسٌ يمتلكون موهبةً حقيقية في جعل المجتمع يخضع لأعمق رغباتهم. وكان ستالين موهوبًا للغاية في ذلك».

في عام 2022، تم طرد لوزنيتسا من أكاديمية السينما الأوكرانية بسبب انتقاده لسياسة بلاده في مقاطعة الأفلام الروسية بعد غزو موسكو في العام نفسه. كما أدانه كبار المثقفين الأوكرانيين وغيرهم من صناع الأفلام، على الرغم من إداناته المتكررة للعدوان الروسي منذ عام 2014، وعمله على توثيق هذه الانتهاكات في العديد من مشاريعه السينمائية.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

16.05.2025

 
 
 
 
 

فاطمة حسونة.. مهرجان كان يحيي ذكرى صحافية فلسطينية قتلتها إسرائيل في غزة

كان (فرنسا)-رويترز

أبّنت أوساط السينما في مهرجان كان السينمائي مساء الخميس، الصحافية الفلسطينية فاطمة حسونة، واحتشد الجمهور في دور العرض لمشاهدة الفيلم الوثائقي الذي يتناول حياتها في غزة.

وقالت المخرجة سبيده فارسي قبل عرض فيلم "ضع روحك على كفك وامشِ" في منتجع الريفييرا الفرنسي إن الصحافية الفلسطينية اعتادت قول إن هذا سيمر.

وتحشرج صوت فارسي وهي تقول: "وسيمر. إنها ليست هنا، لكنها حاضرة رغم ذلك، لم يستطيعوا هزيمتها".

وقالت فارسي لـ"رويترز" قبل العرض إن فاطمة حسونة (25 عاماً) كانت عازمة على المجيء إلى مهرجان كان السينمائي لمشاهدة الفيلم الوثائقي، رغم الصعوبات التي يفرضها الحصار الإسرائيلي.

وأضافت فارسي أنها كانت "تتوهج فرحاً" في اليوم الذي علمت فيه باختيار الفيلم.

وفي اليوم التالي، قُتلت حسونة في ضربة جوية إسرائيلية على منزلها.

ودفعت وفاتها المهرجان الذي ينأى بنفسه عادة عن السياسة إلى إصدار بيان يؤبنها كواحدة من "ضحايا العنف الكثيرين" في المنطقة.

وقال المهرجان الشهر الماضي: "على الرغم من أن الفيلم شيء صغير في مواجهة مثل هذه المأساة"، فإن عرضه كجزء من برنامج الأفلام المستقلة في مهرجان كان سيكون وسيلة لتكريم الصحافية.

ويتزامن عرض الفيلم مع ذكرى النكبة وإعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948.

وقالت فارسي إنها ستبذل كل ما في وسعها لنشر الفيلم وعرض صور حسونة التي توثق الحياة في غزة وسط الحرب.

وذكرت المخرجة المولودة في طهران: "الذين أرادوا أن يتجاهلوا الواقع ربما سيصطدمون الآن ببساطتها وقوتها".

وأضافت فارسي أنها تلقت هذا الأسبوع تقريراً من منظمة (فورنسيك أركيتكتشر) البحثية ومقرها لندن توصل إلى أن حسونة كانت مستهدفة.

وقالت فارسي: "من الصعب تصديق ذلك، إنه أشبه بالخيال العلمي".

وأضافت: "ما يريده كثير من الناس هو أن تتوقف هذه الحرب وألا يُستهدف السكان المدنيين بهذا الشكل الوحشي".

 

الشرق نيوز السعودية في

16.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004