أصدر الناقد والكاتب القدير حسن حداد كتاباً جديداً بعنوان "الفاتن.. عمر الشريف"،
الذي يستعرض المسيرة الفنية والشخصية للنجم العربي الراحل الذي وصل إلى العالمية من
أوسع أبوابها. ويُقدّم الكتاب، الذي نُشر في سلسلة "سينماتك" التي أسسها حداد،
قراءة نقدية معمقة لمسيرة النجم عمر الشريف، متجاوزاً السرد التقليدي للسيرة
الذاتية.
ويتتبع الكتاب رحلة الشريف الفنية منذ بداياته مع المخرج العالمي يوسف شاهين في
فيلم "صراع في الوادي"، مروراً بانطلاقته الحقيقية نحو هوليوود من خلال دوره في
فيلم "لورنس العرب" للمخرج ديفيد لين، والذي حوّله إلى نجم عالمي ينافس أكبر نجوم
السينما. كما يتناول الكتاب جوانب من حياته الشخصية، وأبرزها قصة حبه وزواجه من
الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، وكيف أثرت نجوميته العالمية على حياتهما.
ويُسلط الكاتب الضوء على التحديات التي واجهها الشريف في مسيرته، والاتهامات التي
طالته، وكيف حورب في فترات معينة.
ويرى النقاد أن أهمية هذا الكتاب تكمن في قدرة حسن حداد على تفكيك النصوص البصرية
لأفلام الشريف، وكشف الرموز والدلالات السياسية والاجتماعية التي تكمن خلفها، وهو
ما يجعله مرجعاً معرفياً مهماً للمكتبة السينمائية العربية التي تفتقر إلى مثل هذه
الدراسات النقدية المتعمقة.
الجدير بالذكر أن حسن حداد يُعد من أبرز النقاد السينمائيين في المنطقة، وله عدة
مؤلفات نقدية بارزة عن كبار المخرجين والنجوم، من بينهم سعيد مرزوق، صلاح أبو سيف،
وفاتن حمامة.
وفي اهدائه كتب حسن: "إلى أمينة صلاح أحمد، الابنة الرابعة كما يحلو لنا ان نسميها
في البيت، تذهبين يا أمووونه ـ بشجاعة ـ للفنون بلغة الفلسفة وجناح ملاك، فنؤمن بان
للفن ربٌ يحميه ويحرس مستقبله.
شكراً لك".
في مقدمة الكتاب "، يؤكد الكاتب العراقي كاظم مرشد السلوم أن الكتابة عن نجم عالمي
بحجم عمر الشريف ليست بالمهمة السهلة، نظراً لمسيرته الحافلة التي أوصلته إلى
العالمية ووضعته في مصاف كبار نجوم هوليوود.
ويشيد السلوم بأسلوب حسن حداد في الكتابة، والذي يذهب إلى ما هو أبعد من مجرد السرد
لسيرة ذاتية، ليقدم تحليلاً نقدياً عميقاً لأفلام النجم الراحل. فحداد، الذي يُعد
من أبرز النقاد في المشهد الفني العربي وله مؤلفات سابقة، يتتبع في كتابه رحلة عمر
الشريف منذ بداياته مع المخرج يوسف شاهين، مروراً بانطلاقته الصاروخية نحو العالمية
بفيلم "لورنس العرب".
ويُسلّط الكتاب الضوء على أبرز محطات حياة الشريف، من قصة حبه وزواجه من فاتن
حمامة، إلى التحديات التي واجهها في مسيرته. وتكمن أهمية هذا العمل في كونه لا
يكتفي بعرض الوقائع، بل يفكك ما وراء النصوص البصرية في أفلامه، ويكشف عن دلالاتها
السياسية والاجتماعية والفنية، مما يجعله إضافة معرفية قيمة للمكتبة السينمائية
العربية، وكتب كاظم: ”متتبعاً كل أفلامه، يخصص حسن حداد الجزء الأكبر من كتابه هذا
للكتابة عن أفلام نجمه لأن حس الناقد هو المهيمن عليه وهو البارع في الكتابة
النقدية، ليس عن أفلام عمر الشريف بل عن كل الأفلام التي استهوته فكتب عنها.
نجد روح المطاولة لدى حداد فيكتب عن أول أفلام عمر الشريف العربية (صراع في الوادي)
للمخرج يوسف شاهين زميل دراسته، ووقوفه لأول مرة أمام من ستصبح حبيبته وزوجته فيما
بعد النجمة فاتن حمامة.
ليأخذنا حتى بعد ذلك لقراءة ما كتبه عن أفلام عمر الشريف الأخرى مثل، بداية ونهاية،
نهر الحب، إشاعة حب، في بيتنا رجل، لورانس العرب، دكتور زيفاجو، أيوب، الأراجوز،
المواطن مصري.
إن أهمية كتاب (الفاتن) عن النجم السينمائي العالمي عمر الشريف، لا تكمن في استعراض
حياته وتتبع طريق شهرته، فهذه يمكن الاطلاع عليها من خلال الدخول الى الكثير من
المواقع الإلكترونية، لكن الأهمية الأبرز هي في تدوين كل ذلك في كتاب يكون مرجعاً
معرفياً متكاملاً لمن أراد البحث عن سيرة نجم عربي مختلف عن غيره، لكن ما كتبه حداد
من مقالات نقدية تفكك ما وراء النص البصري في كل أفلامه، حيث لا يخلوا فيلم من
أفلامه من رموز ودلالات وشفرات سياسية واقتصادية واجتماعية، فيها من التأويل الكثير
من الذي يمكن ان يناقش ويحلل، وهذا ما فعله حداد في جميع مقالاته". |